كتاب البيان
المنهج الراوندي
تحت أضواء الديانة الراوندية
اقرار طلال الراوندي
الفهرس
المنهج الراوندي وكتاب البيان
المنهج الراوندي
بماذا يؤمن الراونديون
مرجعية أخلاق الراونديون
ما هي فئات البشر في اعتقاد الرواندية
موقف الراوندي من فئات البشر
القواعد الذهبية عند الروانديين: هي خمسة
الشرائع والعبادات
التواصل العاطفي ومتعة الجسد
الجزاء والعقاب
معضلة الخير والشر
القضاء والقدر
الايمان والانكار
الحياة والموت وما بعد الموت
كتاب البيان - القرآن الراوندي
كيف وصلنا المنهج الراوندي
عدد الراونديون - من هو الراوندي وكيف تصبح راوندي
كيف تعرف أنك راوندي
كيف تصبح راوندي
البيان - القرآن الراوندي
1- أمُّ الكتاب
2- الإله الأوحد
3- التكوين
4 - التقدير الإلهي
5 - العقل
6 - الحياة
7- الخير والشر
8 - الطمأنينة
9 - التواصل
10- النساء
11- الأحكام
12-المعرفة
13- شعائركم
14- الموت والفناء
15- الإيمان
16 – الإنسان
17- الاحسان والجزاء
18- أساسيات الاختلاف بين المنهج الراوندي والديانات الاخرى
المنهج الراوندي وكتاب البيان
المنهج الراوندي
الرواندية هي منارة تهدي البشر لإدارة حياتهم بالاعتماد على ركيزتين أساسيتين: العقل والمعرفة المجردة. يُعَدُّ المنهج الراوندي إلهامًا للمبادئ الأولية من الإله الأوحد (روح الكون) إلى البشر، إذ وهبهم الإدراك والوعي الكاملين ليتعرفوا بعقولهم الناضجة على الحياة وما يحيط بهم من معالم وأسرار. وكما جاء في كتابهم "البيان" في الآية الثانية من "سورة العقل": "وهبتك يا أيها الإنسان أسمى ما في الوجود من دقة وروعة، وهبتك العقل لتدرك أني أنا الواجد وأنا المنشئ وأنا المبدع".
يؤمن الراونديون بإله واحد (المعروف بـ "الإله الراوندي" - وهو تعريف وليس اسمًا)، ويعتبرونه الإله الحق، في حين يعتبرون كل ما دونه زائفًا أو مصطنعًا. وقد عرف هذا الإله عن كيانه في "البيان" - "سورة الإله الأوحد" كالآتي:
"هو الإله الأوحد، القدير العليم، الحكيم العادل، أزلي الوجود، لا مثيل له ولا حدود."
لم يتواصل إله الكون مع البشر ليطلب منهم الطاعة أو العبادة، بل ليعرفهم بأسس الطريق السليم للتعايش بسلام وطمأنينة في الدنيا وللحصول على السعادة في الآخرة.
بماذا يؤمن الراونديون؟
الراونديون يتبنون مجموعة من المعتقدات الفريدة التي تركز على الإله الأوحد وصفاته، كما تم ذكرها في كتاب البيان، وخاصة في "سورة الإله الأوحد". إليك توضيحًا لمعتقداتهم الرئيسية:
صفات الإله الأوحد
يعتقد الراونديون أن الإله الأوحد يتميز بصفات ذاتية وسلوكية محددة تم ذكرها في "كتاب البيان" - "سورة الإله الأوحد" (سورة رقم 2). الصفات السلوكية للإله هي:
كلي القدرة: يمتلك القدرة المطلقة على كل شيء.
كلي العلم: يعلم كل شيء دون حدود.
كلي الحكمة: يمتلك الحكمة المطلقة في كل تصرفاته.
كلي العدل: يُمارس العدل المطلق.
المنزه دون مثيل: لا يوجد شيء أو كيان يماثله.
المعتقدات حول الأمور غير المدركة
هناك ثلاثة أمور يعتقد الراونديون أنها لا يمكن للعقل البشري إدراكها أو إثباتها باستخدام الأدلة المادية أو الحسية:
-
منشأ الإله الأوحد ومصدره أو مُسببه: لا يمكن للبشر معرفة أو فهم أصل الإله أو ما أدى إلى وجوده.
-
الأزلية أو بداية الوجود: لا يمكن للعقل البشري أن يفهم كيف بدأ الوجود، أو إذا كان هناك بداية من الأصل.
-
اللانهاية أو نهاية الوجود: لا يمكن للعقل البشري أن يدرك مفهوم اللانهاية أو إذا كان هناك نهاية للوجود.يتم قبول هذه الأمور بالتسليم أو بالإيمان الراوندي دون الحاجة إلى أدلة حسية على وجودها.
التسامح الديني
الراونديون معروفون بتسامحهم مع المعتقدات الأخرى. فهم لا يسلبون أي شخص من معتقده الشخصي ولا يعادون من يختلف معهم أو ينكر إيمانهم الراوندي.
عدم الإيمان بالملائكة والشياطين
الراونديون لا يؤمنون بوجود الكائنات الروحية مثل الملائكة، الشياطين، العرش الإلهي، أو حملة العرش. بالنسبة لهم، فإن الإله الأوحد هو كامل القدرة والكمال، ولا يحتاج إلى أي من هذه الكائنات أو الإضافات. وإذا كان الإله يحتاج إلى مثل هذه الكائنات، فإن ذلك سيعني وجود نقص أو احتياج لديه، وهذا يتعارض مع مفهوم الكمال.
رفض الأنبياء والرسل
لا يؤمن الراونديون بضرورة وجود رسل أو أنبياء. لأنهم يعتقدون أن الإله الأوحد، بقدرته المطلقة وعلمه الشامل، يستطيع إيصال رسالته مباشرة إلى البشر بطرق متعددة دون الحاجة إلى وساطة بشرية مثل الرسل أو الأنبياء.
خلاصة
الراونديون يركزون على استخدام العقل والمعرفة المجردة في فهم الوجود والإله، ويعتمدون على الإيمان والتسليم بالأمور التي تتجاوز قدرة العقل البشري على الفهم. كما أنهم يشددون على التسامح الديني ورفض التعصب تجاه الآخرين.
توجيهات الأخلاق الراوندية
تستند توجيهات الأخلاق الراوندية إلى "كتاب البيان" (المعروف أيضًا بـ "القرآن الراوندي")، الذي يقدم مجموعة من المبادئ الأخلاقية الأساسية التي تهدف إلى تعزيز قيم العدالة، التعاون، والتوازن في الحياة. إليك تلخيصًا لأهم هذه المبادئ:
العقل والمعرفة كأساس للتفاعل: يوجه الراونديون حياتهم وفقًا للعقل والمعرفة المكتسبة، مشددين على أن البشر أحرار في خياراتهم
ومسؤولون عن أفعالهم دون إكراه أو اضطهاد.
القوانين البشرية:
يجب أن تركز القوانين التي يضعها البشر على:
حماية ورعاية الفئات الضعيفة والمحتاجة في المجتمع، مثل الفقراء، الأيتام، والمعوقين.
دعم الأشخاص الذين يتعرضون للظلم أو الاضطهاد وضمان تحقيق العدالة لهم.
وضع آليات لمنع الجرائم والانتهاكات وتطبيق القوانين لمعاقبة المخالفين.
توفير الإرشاد والتوجيه لمن يرتكبون أخطاء، وتعزيز الوعي لتصحيح هذه الأخطاء.
تحقيق العدالة والحق: لا يجب أن تمنع المكافآت أو المصالح الشخصية الناس من السعي لتحقيق العدالة.
المسامحة والتعلم من الأخطاء: الأخطاء غير المقصودة لا تستدعي اللوم، بينما الأفعال الصائبة تُكافأ بالطمأنينة في الحياة وسعادة أبدية في الآخرة.
العطاء والمساعدة: يُنصح بالإنفاق من المال بإحسان، مع التركيز على الأقربون أولى بالعطاء.
نبذ الكراهية والتكبر: ينبغي تجنب مشاعر الكراهية والحقد، والابتعاد عن الكبرياء والتكبر، مع المحافظة على صحة الجسد ونظافته.
تعزيز الخير: التفاؤل بالخير، والابتعاد عن الشر والإساءة.
المساواة في الميراث: التأكيد على توزيع الميراث بالتساوي بين الذكور والإناث.
فئات البشر في اعتقاد الراوندية
يُصنف المنهج الرواندي البشر إلى خمس فئات رئيسية:
1- الرواندي المؤمن بروح الكون:
هؤلاء هم الأشخاص الذين يؤمنون بالإله الواحد أو "روح الكون".
2- الشخص الملحد بالإله الأوحد:
هؤلاء ينكرون وجود الإله الأوحد ويرفضون تعاليم "كتاب البيان".
3- أتباع الديانات الأخرى:
هؤلاء الأشخاص يتبعون عقائد أو ديانات تتعارض مع المنهج الراوندي.
4- الباحثون عن الحقائق الوجودية:
هؤلاء هم الأفراد الذين يسعون لاكتشاف الحقائق وراء الكون المرئي، ويشمل ذلك الروحانيين، الباطنيين، الصوفيين، والربوبيين.
5- المخالفون للمنهج الراوندي والتعاليم الإنسانية:
هؤلاء هم الأشخاص الذين ينكرون حقوق الإنسان، مثل الظالمين، والمعتدين، والمتسلطين، والطغاة.
الخلاصة
المبادئ الأخلاقية في العقيدة الراوندية ترتكز على استخدام العقل والمعرفة كركيزتين لتوجيه حياة الإنسان، مع التأكيد على العدل، التسامح، المساواة، والابتعاد عن الظلم والكراهية. وبالنسبة للتصنيف البشري، تعتمد الرواندية على مستوى الالتزام والإيمان بمبادئ "كتاب البيان" وتوجيهاته.
موقف الراوندي من فئات البشر
التسامح مع مختلف الفئات
الراوندية تتبنى موقفًا متسامحًا تجاه جميع الفئات البشرية، بما في ذلك أولئك الذين يختلفون معها اعتقادياً أو فكرياً، وحتى المنكرين لوجود إلهها أو كتابها. يعتقد الراونديون أن الإله الأوحد قد أوجد خاصية الإنكار وعدم الإيمان لدى الكثير من الناس، وبالتالي، يعتبرون أن هذه الاختلافات جزء من التنوع البشري.
التعامل مع الخلافات العقدية والفكرية
عندما ينشأ أي خلاف عقائدي أو فكري يتسبب في إهانة أو تهديد أو إساءة، يتم استخدام العقل والمعرفة لمعالجة الأمر. تُستخدم عقوبات مثل الغرامة أو الحجب أو الإقصاء في حالة الأذى أو الإساءة، وذلك كإجراء لردع المخالفين وضمان عدم تكرار الضرر مستقبلاً. الأولوية هنا هي توجيه الأفراد لتجنب الأذى، ثم العمل على إعادة تأهيلهم.
القواعد الخمس الذهبية عند الروانديين
-
الارتقاء الفكري
يُعتبر الارتقاء الفكري ضروريًا للحياة، تمامًا كالحاجة إلى الطعام والشراب. ويُشجع الراونديون على السعي نحو الكمال في المعرفة المجردة لتطوير عقولهم بالأخلاق والسلوكيات اللازمة للتفاعل مع أنفسهم والآخرين.
2. التحقق من المعلومات
يُنصح بعدم تصديق كل ما يُسمع وبتصديق نصف ما يُرى فقط، حتى يأتي دليل يقيني. الفكرة هي أن الأذن والعين ليستا أدوات دقيقة لاكتشاف الحقائق.
3- التعامل مع الآخرين
يُنصح الراونديون بمعاملة الآخرين كما يحبون أن يُعاملوا، وأن يقدموا أفضل ما لديهم دون توقع الكثير من الآخرين.
4- معنى الحياة
بالنسبة للراوندية، تُعتبر الحياة ذات معنى عندما يُشارك الفرد بشكل إيجابي ويقدم كل ما يمكنه لمنفعة نفسه وللآخرين.
5- الممتلكات والمسؤولية
كل ما يمتلكه الإنسان في هذه الحياة، سواء كان ماديًا أو جسديًا، يُعتبر أمانة من الإله الأوحد. هذه الأمانة سوف تُسترد عاجلاً أم آجلاً.
الشرائع والعبادات
الشرائع الأساسية
هناك شريعتان رئيسيتان في الراوندية: التعامل مع البشر، والتملك والميراث. يُعتبر التعامل مع البشر أساسًا للتعايش السلمي، بينما التملك وتوزيع الميراث قد يؤديان إلى الكره والعداوة إذا لم يُخصصا بعدل وإحسان.
غياب العبادات التقليدي
الإله الأوحد في الراوندية لا يحتاج إلى أي شكل من أشكال العبادة التقليدية مثل الصلاة، الصوم، الزكاة، أو أي شعائر أخرى للتقرب منه. يُنظر إلى الإله الأوحد على أنه غني ومتعالي عن هذه الأمور.
التواصل العاطفي ومتعة الجسد
يعتبر التواصل العاطفي والجنسي حقًا طبيعيًا لكل إنسان. ولكن هناك شروط أساسية لأي علاقة جنسية، منها التوافق الكامل وعدم الإكراه أو الاستغلال، وأن يكون عمر الشخص الممارس للجنس لا يقل عن ستة عشر عامًا. يجب أيضًا ألا ينتج عن هذه العلاقات أي إساءة أو نتائج سلبية، ويجب أن يتحمل الطرفان المسؤولية بالتساوي.
الخلاصة
الراوندية تقدم رؤية شاملة للحياة تعتمد على العقل والمعرفة، مع التأكيد على التسامح، العدالة، وحقوق الإنسان. تختلف الراوندية عن العديد من الديانات التقليدية من حيث عدم التركيز على العبادات والشعائر، وتوجيه التركيز نحو العيش بتوازن وتحقيق العدالة في كل جوانب الحياة.
الجزاء والعقاب في المنهج الراوندي
وفقًا للمنهج الراوندي، يُعتبر عقل الإنسان وقدرته على الوعي والإدراك والإبداع أدوات رئيسية لتحقيق العدل والجزاء. الإله الأوحد، بحكمته وعدله، يُفعّل نظام الجزاء من خلال تمكين الإنسان من التمييز بين ما هو نافع وما هو ضار، وذلك بفضل المعرفة المطلقة التي أُعطيت له.
البيان الراوندي يُظهر أن أي عقوبة يجب أن تكون ذات طابع توجيهي وليس عنيفًا. إذا نجا الظالم أو المعتدي من العقوبة في الدنيا، يُعوض الإله الكون المظلومين بأضعاف ما فقدوه، ويمنحهم الطمأنينة والسعادة والتطوير الفكري للتعامل مع الأضرار بشكل إيجابي. ويُعتقد أن الإله الأوحد قادر على التصرف مع الظالمين والمعتدين يوم الجمع بحكمته وعدله، وفقًا للقوانين الإلهية.
معضلة الخير والشر
يدرك الراونديون معضلة الخير والشر كنتيجة طبيعية للحياة، والتي تُظهر بشكل واضح في الكوارث الطبيعية، الأمراض، والتشوهات التي تصيب البشرية دون تبريرات منطقية. الراونديون يفسرون وجود الشر في الحياة من خلال عاملين:
1- الأسباب البشرية
الإنسان نفسه يمكن أن يكون مصدرًا للشر من خلال قصوره المعرفي، مما يؤدي إلى تفاقم الأمراض والتشوهات، أو بسبب التأثير السلبي للظواهر الطبيعية.
2- التفعيل من الإله الأوحد
يُعتبر تفعيل الشر من قبل الإله الأوحد كوسيلة لتحدي الإنسان وتحفيزه على استخدام قدراته الجسدية والعاطفية للتنافس والبقاء. يتيح هذا التفعيل فرصًا للإنسان لتطوير قدراته وتحقيق التقدم.
البيان الراوندي يعبر عن معضلة الخير والشر كآلية تفضيلية تساعد الإنسان على إدراك تأثير كلا الجانبين وتحفيزه على التقدم، مع التأكيد على أن الخير يجب أن يطغى على الشر في نهاية المطاف. وهذا يتطلب من البشر التفكر والاجتهاد ليكونوا من المحسنين الذين يحمون الضعفاء والمظلومين.
القضاء والقدر
في كتاب البيان، يُوضَّح أن الإله الأوحد قدّر كل شيء بحكمة بناءً على علمه المطلق بمصير البشر وخواتم أعمالهم. البشر مسيرون بما قُدّر لهم قبل وجودهم في الحياة وبعد خروجهم منها، ولكنهم خلال وجودهم في الدنيا مخيرون بالمطلق في كيفية التعامل مع حياتهم. يُستخدم العقل والمعرفة المتاحة للبشر لاختبار الحياة والتفاعل معها بشكل موضوعي ومبدع.
الخلاصة
المنهج الراوندي يقدم رؤية فلسفية للأخلاق والعدالة والوجود، حيث يتم التركيز على العقل والمعرفة في تحقيق العدل والجزاء، والتعامل مع معضلة الخير والشر كأدوات لتحفيز التقدم البشري، واعتبار القضاء والقدر جزءًا من حكمة الإله الأوحد. الراونديون يرون في هذه المفاهيم وسائل لتحسين حياة الإنسان وتعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين البشر.
فهم "القضاء والقدر" في المنهج الراوندي
في الفلسفة الرواندية، يُعتبر "القضاء والقدر" جزءًا أساسيًا من التكوين الإلهي للحياة الإنسانية، ويُنظر إليه على أنه آلية وضعها الإله الأوحد لمساعدة البشر على إدراك القيم المختلفة وتطوير أنفسهم. هذه الرؤية تُبرز كيف أن الله، بروح الكون، قد زرع في النفوس مجموعة متنوعة من المشاعر والسلوكيات لتحقيق توازن في الحياة والارتقاء بالوجود البشري.
الإله الأوحد يشرح حكمته في القضاء والقدر ببيان مفصل:
-
زرع التناقضات لتعليم الفضائل
-
الظلم والعدل: أنشأ الله في النفوس الشعور بالظلم ليُدرك البشر قيمة العدل.
-
الكراهية والمحبة: وضع الكراهية لتكون حافزًا للبشر لتسامى في المحبة.
-
الأنانية والعطاء: غرس الأنانية لكي يتعلم البشر التفاني في العطاء.
تنوع الأدوار بين البشر
هناك من خُلق ليعمل الخير والإحسان، وهناك من جُعل لتفعيل الظلم والعدوان. كل إنسان مسيّر وفق حكمة معينة، وكل فرد يتأثر ويؤثر في مسار حياته وحياة الآخرين لتحقيق العدل والتوازن كما قُدّر في "لوح القدر"
التحدي والارتقاء
في العدل والإحسان، يجد البشر الارتقاء والطمأنينة، بينما في الظلم يجدون الإساءة والطغيان. العقل، الذي هو أعظم ما منحه الله للبشر،
مع ينابيع العلم والمعرفة، هو الأداة لمواجهة التحديات وتحقيق الأمل.
الحرية والاختيار
منح الله البشر العقل لتفعيل خياراتهم فيما يتعلق بحصيلة أعمالهم. الخطأ جزء من التجربة الإنسانية، ومن يرتكب الأخطاء يمكن أن يستخدمها كنقطة انطلاق لتحسين مسيرته.
التوازن في الوجود
الغاية من الحياة البشرية وفق المنهج الرواندي هي العمل، الأمل، الطموح، والاستمتاع بالبقاء. كل إنسان يفعل ما هُيئ له، وهذه هي غاية
وجودهم في هذا العالم.
الخلاصة
الفلسفة الرواندية تعطي قيمة كبيرة للتنوع البشري وللتحديات التي تواجهها البشرية كأدوات للتعلم والتطور. رؤية القضاء والقدر في هذا السياق
لا تتعلق بالتحكم في مصير الإنسان فحسب، بل تشمل أيضًا تمكينه من خلال منحه العقل والمعرفة لتوجيه خياراته وتحقيق التوازن بين
الخير والشر في حياته.
الإيمان والإنكار في الفلسفة الرواندية
في الفلسفة الرواندية، هناك تفهم وتقبل لفكرة الإيمان والإنكار بوجود الإله الأوحد. يُعتبر الإيمان بالإله الأوحد والمنهج الرواندي،
الذي يُعرف بكتاب "البيان" (أو "القرآن الرواندي")، مصدرًا للطمأنينة في الحياة الدنيا والسعادة الأبدية في الآخرة. المؤمن بالمنهج الرواندي
يشعر براحة نفسية، وذلك لأن هذا الإيمان يساعده على فهم الحياة ومعناها، ويقدم له رؤية متكاملة لما يحدث بعد الموت.
على الجانب الآخر، يُنظر إلى الإلحاد أو إنكار وجود الإله الأوحد على أنه خيار متاح لبعض البشر. وفقاً للفلسفة الرواندية، الإله الأوحد قد وهب بعض الناس ميزة الإنكار أو الإلحاد كجزء من حريتهم في الاختيار. لذلك، لا يُعاقب الملحد أو المنكر للمنهج الرواندي أو "القرآن الرواندي" على عدم إيمانه. هذه الحرية في الاختيار تؤكد على أن الإله الأوحد متنزه عن الحاجة إلى إيمان البشر، ولا يتأثر بكفرهم.
الحياة والموت وما بعد الموت
الفلسفة الرواندية تقدم رؤية خاصة للحياة والموت وما يأتي بعده. وفقًا لكتاب "البيان"، الحياة هي هبة من الإله الأوحد، وقد حدد لها بداية ونهاية لكل شيء، من خلال إرادته وعلمه وحكمته. في المنهج الرواندي، يُنظر إلى الموت على أنه ليس فاجعة بل محطة أخيرة في رحلة الحياة، وعندها يعيد الإنسان "أمانة الحياة" إلى منشئها، أي الإله الأوحد.
بعد الموت، تؤمن الفلسفة الرواندية بأن الإنسان سيكون بين يدي إلهٍ رحيمٍ وعادلٍ. هذا الإله سيكافئ المحسن بعطاء لا حدود له، ويُنصف المظلوم بعدل مطلق، ويتعامل مع الظالمين والمجرمين بحكمة ومشيئته. الموت يُعتبر خطوة ضرورية في دورة الحياة، حيث يعود الإنسان إلى الإله الأوحد الذي أعطاه الحياة في البداية.
هذه الرؤية تمنح الروانديين شعورًا بالطمأنينة والأمل في الحياة وبعد الموت، حيث يُعتبر الإله الأوحد المصدر النهائي للعدالة والرحمة.
كتاب البيان - القرآن الراوندي
أصول المعرفة في البيان الرواندي
يُعتبر كتاب "البيان" (أو "القرآن الرواندي") مصدراً رئيسياً للمعرفة في الفلسفة الرواندية. يقدم "البيان" أصول المعرفة التي يمكن للعقل المتجرد استخلاص منهج عقلاني منها، يهدف إلى تمكين جميع البشر من التعايش بسلام. ووفقاً للفلسفة الرواندية، فإن "البيان" هو كتاب معرفي مميز يوضح معانيه بشكل جلي ويخلو من الزيف والبهتان، مما يجعله قابلاً للنقد والتطوير وفقاً لمنطق العقل ودعم المعرفة. من خلال هذين العنصرين، يمكن تجديد صلاحية تعاليمه لتتناسب مع تغيرات الزمان والمكان.
سورة أم الكتاب (أم البيان)
تُعد سورة "أم الكتاب" (أو "أم البيان") ملخصاً لطبيعة "البيان" وتقدم تفاصيل عن محتوياته وأهدافه
-
إيحاء لأهل الإبداع والإحسان: يشير إلى أن الكتاب موجه لأولئك الذين يسعون للإبداع والعمل الصالح.
-
وضوح المعاني: يتميز الكتاب بوضوح معانيه وخلوه من الكذب أو التضليل.
-
الحكمة الأخلاقية: تحتوي آيات الكتاب على حكمة متأصلة في الأخلاق السامية.
-
تواصل مع السابقين: تم الإلهام بنفس التعاليم للأمم السابقة بلغاتهم المختلفة.
-
نشر المعرفة بدون إكراه: يجب أن يُبلغ الكتاب لمن يرغب في المعرفة، دون إلزام أو فرض على من يرفضه.
-
تمجيد للإله الأوحد: تمجيد للإله الأوحد الذي يُعد خالق الكون ومدبره.
-
إعجاز في النفس البشرية: دعوة للتأمل في النفس البشرية باعتبارها تجسيدًا لعظمة الإله في الكون.
السور السبعة عشر في البيان
يتألف "البيان" من سبعة عشر سورة، ولكل سورة موضوع يساهم في بناء المنهج الرواندي
-
أم الكتاب (أم البيان): تقدم ملخصاً لطبيعة ومحتوى الكتاب.
-
الإله الأوحد: تتناول صفات الإله الأوحد وقدرته.
-
التكوين: تتحدث عن خلق الكون وبداية الوجود.
-
لوح التقدير: تناقش مفهوم القدر والتقدير الإلهي
-
لعقل: تركز على أهمية العقل في فهم الحياة والوجود.
-
الحياة: تناقش ماهية الحياة ومعناها.
-
الخير والشر: تتناول معضلة الخير والشر وتأثيرها في الحياة.
-
الطمأنينة: تتحدث عن الشعور بالطمأنينة الذي يأتي من الإيمان بالإله الأوحد.
-
التواصل: تتناول أهمية التواصل الإنساني.
-
النساء: تناقش مكانة النساء ودورهن في المجتمع.
-
الأحكام العشر: تقدم مجموعة من القوانين الأساسية للحياة.
-
المعرفة: تركز على أهمية المعرفة والعلم.
-
شعائركم: تناقش الشعائر والعبادات.
-
الموت والفناء: تتناول مفهوم الموت وما بعده.
-
الإيمان: تتحدث عن مفهوم الإيمان وأهميته.
-
الإنسان: تناقش طبيعة الإنسان ودوره في الكون.
-
الإحسان والجزاء: تتناول مفاهيم الإحسان والجزاء الإلهي.
خلاصة
الفلسفة الرواندية، كما تُعرض في كتاب "البيان"، تدعو إلى تبني منهج عقلاني يركز على المعرفة والإبداع الأخلاقي. السور السبعة عشر تشكل مجتمعةً منهجاً شاملاً للحياة، يهدف إلى تحقيق السلام الداخلي والتعايش السلمي مع الآخرين، مع تعزيز مبادئ العدالة والإحسان.
كيف وصلنا المنهج الراوندي
وفقًا للروانديين، تُعد الديانة الرواندية "أم الديانات"، وتُعتبر المصدر الأصلي الذي أخذت منه جميع الأديان الأخرى مفاهيمها الأساسية. ويعتقد الروانديون أن العديد من الديانات المعروفة للبشرية، مثل البوذية والطاوية والبهائية، استلهمت من "المنهج الرواندي" وأخذت جوهر الروحانيات ومنهج الخير منه. في المقابل، هناك من حَرّف وغيّر المنهج الرواندي لتحقيق مصالح شخصية أو سياسية.
نشأة وتطور المنهج الرواندي
بداية المنهج الرواندي
-
أول من تلقى "البيان" بلغة عصره كان أيّاز الراوندي حوالي 2000 عام قبل الميلاد.
-
تبعه طارق الراوندي حوالي 950 قبل الميلاد، والذي يُقال إنه تلقى نفس مضمون البيان وتعاليمه بلغة عصره، وقيل إنها كانت اللغة الأشورية.
تواتر الراواد الروانديين
نضال الراوندي (حوالي 50 ميلادي) جاء بعدهم، مؤكداً على نفس التعاليم والمفاهيم الرواندي.
في أواخر القرن التاسع الميلادي، برز الرائد أحمد أبو الحسن الراوندي المعروف بـ"الرائد الصادق" كأحد الشخصيات البارزة في الفكر والعلم. وقد قام بتأكيد مجدد على "البيان" الذي كان له دور مهم في عصره.
ومع ذلك، تعرضت نسخة البيان التي كانت في حوزته للحرق على يد بعض علماء الإسلام من أتباع السنة والجماعة. رغم إتلاف النسخة الأصلية، نجح مضمون البيان في البقاء حياً بفضل التواتر الشفوي بين أتباعه. واحتفظ الكثيرون بنصوصه وتداولوه من جيل إلى جيل. وفي عام 1600 ميلادي تقريباً، تم تدوين بعض نسخ البيان في دمشق لتكون مرجعاً موثوقاً في حال دعت الحاجة إليه.
من بين النسخ التي تم حفظها، هناك نسخة تعود تقريبًا إلى عام 1800 ميلادي وُجدت في حي الشاغور الدمشقي. من هذه النسخة تم إعداد كتاب "البيان الحديث"، الذي جرى ترجمته أيضًا إلى اللغة الإنجليزية نظرًا لشيوع استخدامها عالميًا. يُذكر أن مضمون كتاب "البيان الحديث" يتطابق تمامًا مع النسخة الأصلية القديمة للبيان، والتي سنستعرض تفاصيلها لاحقًا.
العصر الحديث والروانديون المعاصرون
في أواخر القرن الواحد والعشرين، برزت الرائدة الرواندية يسرى عقيل كشخصية محورية في الحركة الرواندية المعاصرة، حيث تم ترشيحها لتمثيل النساء الروانديات في الشرق الأوسط. قامت يسرى عقيل بالعمل على استشارة وبحث المنهج الراوندي، وتعريفه لكل امرأة ترغب في الاطلاع عليه. وتجدر الإشارة إلى أن الرسالة الرواندية ليست دعوة تبشيرية أو إلزامية، بل هي رسالة تعريفية موجهة لمن يرغب في الإيمان أو يميل إلى الاعتقاد بوجود إله أو صانع قادر، عليم، حكيم، وعادل لهذا الكون.
يُعتبر طلال الراوندي شخصية معاصرة محورية في الفكر الراوندي، حيث يُعتمد عليه في الإجابة عن التساؤلات والاستشارات المتعلقة بالمنهج الراوندي. وهناك أيضًا شخصيات رواندية أخرى تساهم في نشر وتفسير أفكار هذا المنهج.
موقف البيان من الأديان الأخرى
في سورة "الإيمان" من "البيان"، يُشير النص إلى أن بعض الديانات والأديان قامت بتقديم صورة مختلفة عن الإله الواحد (الإله الأوحد) وبعضهم أنكر المنهج الرواندي، وقد ذُكرت أديان مثل المسيحية والإسلام كمثالين على تلك الأديان التي حَرّفت وغيّرت المفاهيم الأصلية لمصالحها. ويعتبر الراونديون أن هذه الأديان ليست سوى نسخ محرّفة، وأن الرسائل التي تقدمها تروج لأمور شخصية ذاتية لمن نصّبوا أنفسهم كرسل أو أنبياء.
إرشادات الروانديين:
يجب التعامل مع ادعاءات الأديان الأخرى باستخدام العقل والمعرفة لتبين الحقيقة من الزيف.
تُعتبر الشرائع والقوانين التي تفرضها هذه الديانات تدخلًا سافرًا في شؤون البشر، وتفتقر إلى الحكمة والعدل، وتروّج لأجندات ذاتية.
الخلاصة
يؤمن الروانديون بأن "البيان" هو المصدر الأصلي لجميع تعاليم الإحسان والعدالة، ويشجعون الناس على استخدام العقل والمعرفة لفهم الحياة ومعناها الحقيقي. يعكس تاريخ تطور المنهج الرواندي رسالة مستمرة من الروحانية والتقدم الأخلاقي والفكري، تحفز البشر إلى التعايش بسلام وإحسان، بعيدًا عن الأديان التي يعتبرونها مُحرّفة أو مضللة.
عدد الروانديين
وفقًا للمعتقدات الراوندية، لا يمكن حصر عدد الروانديين أو "رواد الارتقاء الفكري" بعدد محدد، حيث لا يُعتبر العدد عنصرًا مهمًا في هذا السياق. الروانديون يؤمنون بأن القيم والمعرفة أهم بكثير من الأرقام والإحصاءات. يمكن لأي شخص أن يكون روانديًا طالما امتلك عقلًا سليمًا وامتلك المعرفة غير المنحازة، بغض النظر عن مكان إقامته أو خلفيته الثقافية. الروانديون منتشرون في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا، الشرق الأوسط، آسيا، والأمريكتين.
من هو الراوندي؟
الراوندي هو شخص يتبع مبادئ وقيم المنهج الراوندي كما وردت في "كتاب البيان". لا يُلزم الراوندي نفسه بالإعلان عن عقيدته أو التبشير بها، ولكن إذا اختار القيام بذلك، فإن دافعه يكون الإحسان والضمير الإنساني المتنور. الراوندي يسعى إلى تحقيق التوازن بين العقلانية والفكر المتنور، ويعمل على نشر القيم الأخلاقية والإنسانية.
كيف تعرف أنك راوندي؟
يمكن للشخص أن يدرك أنه رواندي من خلال شعوره الداخلي وإدراكه للمفاهيم والمبادئ التي يطرحها "كتاب البيان". إذا كان الشخص يمتلك الصفات التالية، فقد يكون روانديًا:
التميز في الفهم: القدرة على فهم "كتاب البيان" بعمق، واستخلاص الحكمة والقيم منه وتطبيقها في حياته اليومية.
العقلانية: يستخدم التفكير المنطقي والنهج العلمي في التعامل مع الأمور، ويبحث عن الحقيقة بعيدًا عن التحيز والتعصب.
التفتح للآخرين: يمتلك انفتاحًا للحوار ويتقبل الآخرين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الثقافية، ويؤمن بأهمية التعايش السلمي بين الجميع.
الإحسان والأخلاق: يسعى دائمًا لتطبيق مبادئ الإحسان والأخلاق السامية في سلوكياته اليومية، ويحرص على العمل الصالح وخدمة الإنسانية.
البحث عن الحقيقة: لديه شغف للمعرفة والبحث عن الحقيقة، ويستمتع باستكشاف المواضيع ذات الصلة بمضمون "كتاب البيان" والعلوم والفلسفة.
التسامح: يتسم بروح التسامح ويتجنب الصراعات الدينية أو الفكرية، ويؤمن بحرية التعبير والعقيدة للجميع، ويحترم حق كل فرد في اختيار طريقه.
الروانديون في العالم
الروانديون منتشرون في جميع أنحاء العالم ويعيشون في بلدان مختلفة مثل أوروبا، الشرق الأوسط، آسيا، والأمريكتين. يعتبرون أنفسهم جزءًا من مجتمع عالمي يعمل على تعزيز القيم الإنسانية والمعرفة، ويسعون جاهدين لنشر الوعي وتحقيق التفاهم المتبادل بين مختلف الثقافات والشعوب.
كيف تصبح راوندي؟
لكي تصبح روانديًا وتعتمد مبادئ "كتاب البيان"، يمكن اتباع الخطوات التالية:
-
قراءة "كتاب البيان" بتجرد وموضوعية: محاولة فهم مضمونه بعمق ودون تحيز.
-
التأمل في مبادئ البيان: التفكير في كيفية تطبيقها في الحياة اليومية.
-
تطبيق مفاهيم العدل والإحسان والسلام: العمل على تبني هذه المفاهيم في التعامل مع الآخرين.
-
السعي لتحقيق التفاهم والتسامح: نشر قيم الاحترام والتعاون والعمل على بناء جسور التفاهم بين الناس.
-
المساهمة في نشر رسالة البيان: دعم ونشر القيم الإنسانية والمبادئ التي يُعلن عنها البيان.
الخلاصة
الرواندية هي نهج فكري وروحي يسعى لتعزيز السلام والإحسان والعدالة في العالم. لكي تصبح روانديًا، يجب أن تعتمد مبادئ البيان وتسعى لتطبيقها في حياتك اليومية، مما يسهم في تعزيز التعايش السلمي والإحسان بين البشر.
البيان - القرآن الراوندي
آخرُ ما استوحاه الرائد الصادق أبو الحسن الراوندي
لروحه الطاهرة سلام المحبة والإحسان
1- أمُّ الكتاب
"كتابٌ أَلْهَمَتْهُ بِإِيحَاءٍ لِأَهْلِ الإِبْدَاعِ وَالإِحْسَانِ 🕸 مُمِيِّزٌ بِوَضْوحِ مَعَانِيهِ، لَا يُشُوبُهُ لُغَوٌ وَلَا بُهْتَانٌ 🕸 آيَاتُهُ دَلَالَةٌ حِكْمَةٌ رَاقِيَةٌ تُنَمِّ عَنْ أَخْلاقٍ سَامِيَّةٍ 🕸 هَذَا مَا عَرَفْتُهُ لِلسَّابِقِينَ كُلٌّ بِلِسَانِهِ المُبِينِ 🕸 بَلِّغُوهُ لِمَنْ أَرَادَ الْمَعْرِفَةِ وَلَا تُلْزِمُوا بِهِ مَنْ خَالَفَ أَوْ أَنْكَرَ 🕸 الْمَجْدُ لِلإِلَهِ الْأَوَّحِدِ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَفِي صَيْرُورَةِ الْكَوْنِ عِبْرَةٌ بِمَا صَنَعَ وَقَدَّرَ🕸 لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ إِعْجَازٌ مُبْهَرٌ، فَتَفَكَّرُوا وَتَدَبَّرُوا وَكُونُوا كَمَا أَرَدْتُ لَكُمْ اِمْتِدَادًا لِعَظَمَتِي فِي الْكَوْنِ 🕸"
2- الإله الأوحد
1- هُوَ الاله الْأَوَّحِدُ 🕸 2- الْقَدِيرُ الْعَلِيمُ، الْحَكِيمُ الْعَادِلُ 🕸 3- أَزَلِيُّ الْوُجُودِ 🕸 4- لَا مِثَالَ لَهُ وَلَا حُدُودَ 🕸
يقول الرائد الصادق، أبو الحسن الراوندي: إن صِفَاتَ اللَّهِ الْأَوَّحِدِ مُلَازِمَةٌ لِوُجُودِهِ، إِلَهٌ قَائِمٌ بِذَاتِهِ، أَزَلِيُّ الْوُجُودِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ أَوْ تَصَوُّرٌ، لَا يُحَدِّهِ مَكَانٌ وَلَا زَمَانٌ. قَدْ عُرِّفَ كَمَالِهِ بِخَمْسِ صِفَاتٍ وَهِيَ: كُلِّيَّ الْقُدْرَةِ، كُلِّيَّ الْعِلْمِ، مُنْتَهَى الْحِكْمَةِ، كَمَالِ الْعَدْلِ، وَالتَّنْزِيهِ الْمُطْلَقِ. 🕸
3- التكوين
1- أَنْشَأْتُ الْكَوْنَ بِقُدْرَتِي وَبِحِكْمَتِي سَيَّرْتُهُ بِقَوَانِينِ لِتَنْظِمَ شُؤُونَهُ. فَأَنَا الْمُدَبِّرُ وَأَنَا الْحَكِيمُ 🕸 2- خَلَقْتُ الْجُمَادَ وَالنَّبَاتَ وَأَخْرَجْتُ مِنْهُمَا الْحَيَوَانَ وَالإِنسَانَ، بَعْضُهُ تُدْرِكُونَ وَالْكَثِيرُ بِعَظَمَتِهِ تٌبْهَرُونَ 🕸 3- كَوَّنْاً فَسِيحًا أَنْشَأْتُهُ لِيَبْدُو لَكُمْ لَا مُتَنَاهِيًّا لِتَعْرِفُوا عَظَمَةَ إِبْدَاعِي، وَبِهِ تَرَوْنَ بُرْهَانًا لِوُجُودِي 🕸 4- أَنَا فِي كُلِّ مَكَانٍ تَرَوْنِي بِأَنْفُسِكُمْ وَفِي كُلِّ مَا حَوْلَكُمْ 🕸 5- أَنَا الصَّانِعُ وَأَنَا الْوُجُودُ وَأَنَا الإِحْسَانُ 🕸
4 - التقدير الإلهي
1- قَدَّرْتُ كُلَّ شَيء بِحِكْمَةٍ وَعِلْمٍ مُطْلَقٍ بِمَا سَتُؤَوِّلُ إِلَيْهِ الْأُمُورُ وَخَوَاتِمِ الْأَعْمَال 🕸 2- أَنْتُمْ بِمَا قَدَّرْتُهُ فِي بَدَايَةِ النَّشَأَةِ وَنِهَايَةِ الْمَطَافِ مُسَيِّرُونَ، وَلَكِنَّكُمْ بِعُقُولِكُمْ وَمَا سُخِّرَ لَكُمْ مِنَ الْمَعْرِفَةِ وَالْعِلْمِ مُخِيْرُونَ لِتَخْتَبِرُوا الْحَيَاةَ وَتَبْدَعُوا 🕸 3- أَنْشَأْتُ فِي نُفُوسِكُمُ الظُّلْمَ لِتَدْرُكُوا قِيَمَةَ الْعَدْلِ وَفَعَّلْتُ فِيكُمُ الْكَرَاهِيَةَ لِتَتَسَامَوْا فِي الْمَحَبَّةِ وَغَرَزْتُ فِيكُمُ الْأَنَانِيَّةَ لِتَتَفَانَوْا فِي الْعَطَاء 🕸 4- مِنْكُمْ مَنْ هَيَّأْتُ لَهُ عَمَلَ الْخَيْرِ وَالْإِحْسَانِ، وَمِنْكُمْ مَنْ هَيَّأْتُهُ لِلظُّلْمِ وَالْعَدُوَّانِ. كُلٌّ مُسِيرٌ لِحِكْمَةٍ، وَكُلُّكُمْ يَتَأَثَّرُ وَيُؤَثِّرُ لِتَسِيرَ حَيَاتُكُمْ بِعَدْلٍ وَتَوَافُقٍ كَمَا سُطِّرَتْ فِي لَوْحِ الْقَدَر 🕸 5- سَتَرَوْنَ فِي الْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ارْتِقَاءً وَطَمَأَنِينَةً وَسَتَجِدُونَ فِي الظُّلْمِ إِسَاءَةً وَطَغْيَانًا 🕸 6- أَعْطَيْتُكُمْ رَوْعَةَ الْعَقْلِ وَهَيَّأْتُ لَكُمْ يَنَابِيعَ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ لِيَكُونَ لَكُمْ فِي التَّحَدِّي مَتَعَةٌ وَأَمَل 🕸 7- سَيَكُونُ مِنْكُمُ الطَّيِّبُونَ الْمُحْسِنُونَ وَسَيَكُونُ مِنْكُمُ الظَّالِمُونَ الْمُسْتَبِدُّون 🕸 8- آثَرْتُ فِيكُمُ الْخَيْرَ وَالْمَحَبَّةَ لِتَكُونُوا مُحْسِنِينَ وَلِيَطْغَى إِحْسَانُكُمْ عَلَى الظُّلْمِ وَالتَّظَالُم 🕸 9- لَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ فَاحْكُمُوا الْأَرْضَ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ وَبِهِ سَتَجِدُونَ سَعَادَةً وَهُنَاء 🕸10- تَعَامَلُوا مَعَ الظَّالِم بِأَسْمَى دَرَجَاتِ الْعَدْل لِتُرْدِعُوهُ عَنْ ظُلْمِهِ وَتَتَحَدَّوْا طَغْيَانَه 🕸 11- هُنَاكَ مَنْ لَنْ يُطَالَهُ الْقِصَاص، فَلَا ضَرَرَ لِأَنِّي سَأَعُوضُ الَّذِينَ فَجُعوا مِنَ الْإِسَاءَةِ وَالظُّلْم بِأَضْعَافٍ مِنَ الطَّمَأْنِينَةِ وَالرِّضَى فِي الدُّنْيَا، وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ سَعَادَةٌ أَبَدِيَّةٌ، فَأَنَا الْحِكْمَةُ وَالْعَدْلُ وَالْعَلِيمُ بِمَا هُوَ أَفْضَل 🕸 12- فِي لَوْحِ الْقَدَرِ سُطِّرَتْ مَا هُوَ حَصِيلَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ عَاشَ عَلَى وَجْهِ الْبَسِيطَةِ، وَمُنِّحْتُكُمُ الْعَقْلَ لِتَفْعِيلِ اخْتِيَارِكُمْ لِهَذِهِ الْحَصِيلَةِ، لِتَكُونَ تَحَدِّيًا لِكُلِّ نَفْسٍ بَشَرِيَّةٍ. فَمَنْ أَخْطَأَ، وَالْكَثِيرونَ سَيَخْطُئُونَ، لِيَجْعَلُوا مِنْ خَطَئِهِمْ شَمْعَةً تُنِيرُ لَهُمْ مَسِيرَتَهُمْ وَسُلُوكَهُمْ فِي الْحَيَاة 🕸 13- كُلٌّ يَفْعَلُ مَا هُوَ مُهِيَّأٌ لَهُ وَهَذَا لَكُمْ هُدَفُ الْوُجُودِ، تَصْبُونَ إِلَيْهِ بِالْعَمَلِ وَالْأَمَلِ وَالطَّمُوحِ لِلْمَتَعَةِ فِي الْحَيَاة 🕸
5 - العقل
1- وَهَبْتُكَ يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ أَسْمَى مَا فِي الْوُجُودِ مِنْ دَقَّةٍ وَرُوعَةٍ 🕸 2- وَهَبْتُكَ الْعَقْلَ لِتَدْرِكَ أَنَّنِي أَنَا الْوَاجِدُ وَأَنَا الْمُنْشِئُ وَأَنَا الْمُبْدِعُ 🕸 3- بِعَقْلِكَ تَسْمُو وَتَرْتَقِي وَبِعَقْلِكَ تَضِلُّ وَتَسْتَبْدِ 🕸 4- بِعَقْلِكَ تَسْعَدُ وَتَشْقَى وَبِعَقْلِكَ تَنْعَمُ وَتَطْمَئِنُّ، لَكَ الْأَمْرُ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُ 🕸 5- أُعْطِيتُكَ الْحُرِيَّةَ لِتُؤْمِنَ أَوْ لِتَكْفُرَ. لِكَيْ تَكُونَ مُحْسِنًا أَوْ مُسِيئًا، وَكُلُّهُ فِي النِّهَايَةِ سَيَكُونُ بِقُدْرَتِي وَحِكْمَتِي، وَلَنْ أَظْلِمَ أَحَدًا مِنْكُمْ كَمَا سُطِّرَ فِي لَوْحِ الْقَدَرِ 🕸
6 - الحياة
1- أنَا مَنْ وَهَبْتُ الْحَيَاةَ وَوَضَعْتُ الْبِدَايَةَ وَالنَّهَايَةَ لِكُلِّ شَيْءٍ. أَنَا مَنْ يُحْيِي إِنْ شِئْتُ لَكُمُ الْحَيَاةَ وَأَنَا مَنْ يُمِيتُ إِذَا وَافَكُمُ الْأَجَلُ، كُلٌّ بِإِرَادَتِي، كُلٌّ بِقَدَرٍ سَابِقٍ سَطَرْتُهُ بِعِلْمِي وَحِكْمَتِي 🕸 2- أُنْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ وَكَيْفَ أَصْبَحْتُمْ بَعْدَمَا بَدَأْتُ تَكْوِينُكُمْ مِنْ أَصْغَرِ الْأَشْيَاءِ فِي هَذَا الْوُجُودِ 🕸 3- قَدَّرْتُ لَمَّا أَنْشَأْتُ مِنْ كَيَانٍ أَوَّلٍ بَسِيطٍ أَنْ يَتَفَاعَلَ مَعَ الْحَيَاةِ وَصَيَّرْتُ مِنْهُ الْحَيَوَانَ، وَمِنَ الْحَيَوَانِ أَنْشَأْتُ الإِنْسَانَ بِتَكْوِينٍ فَرِيدٍ فِي الْمَظْهَرِ وَالْإِدْرَاكِ وَالْإِبْدَاعِ 🕸
7- الخير والشر
1- بِحِكْمَتِي وَضَعْتُ فِي نُفُوسِكُمْ دَلَالَاتِ الْخَيْرِ وَالشَّرِ لِتَعْرُفُوا مَعَانِي الْإِحْسَانِ وَمَسَاوِئَ الْأَذَى. فَالْحَيَوَانُ يَفْتُرِسُ وَالإِنسَانُ يَعْتَدِي وَيَتَسَلَّطُ وَالْحَيَاةُ تُعْطِي مِنْ نَعِيمِهَا خَيْرَاتٍ كَثِيرَةً وَتَصُبُّ مِنْ جَحِيمِ غَضَبِهَا مَا يُحَيِّرُ وَيُذْهِلُ 🕸 2- تَفَكَّرُوا وَتَدَبَّرُوا لِتَزِيدُوا مِنْ عَطَائِكُمْ بِالْإِحْسَانِ وَتُبْعَدُوا عَنْكُمْ مَا أَمْكَنَ مِنَ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ 🕸 3- قَدَّرْتُ أَنْ يَطْغَى الْخَيْرُ عَلَى الشَّرِّ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ، فَتَرَبَّصُوا لِلْمُعْتَدِينَ وَاجْتَهِدُوا لِكَيْ تَكُونُوا مِنَ الْمُحْسِنِينَ، الَّذِينَ هُمْ دِرْعٌ وَحِمَايَةٌ لِلضَّعَفَاءِ وَالْمَظْلُومِينَ 🕸
8 - الطمأنينة
"أَلْهَمَتْكُمُ الإِحْسَانُ وَالْفُجُورُ لِتَطْمَئِنُّوا بِالإِحْسَانِ وَتَدْرُكُوا تَأْثِيرَ الْفُجُورِ 🕸 لَكُمْ فِي الْعَقْلِ حَصَانَةٌ وَفِي التَّدْبِرِ قَنَاعَةٌ وَفِي التَّحَدِّي بِالثَّبَاتِ عَلَى الإِيمَانِ وَعَدَمِ الإِفْرَاطِ فِي الْمُغْرِيَاتِ مَتَعَةٌ 🕸 أَحْسِنُوا تَنْعَمُوا بِطَمَأْنِينَةِ السَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا، وَأَبَدِيَّةِ السَّعَادَةِ فِي الْآخِرَةِ وَالَّتِي سَأَمْنَحُهَا بِقُدْرَتِي بِحِكْمَةٍ وَعَدْلٍ 🕸 تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَمَا فِيهِ خَيْرٌ وَصَلَاحٌ لِأُمُورِ دُنْيَاكُمْ 🕸 كُونُوا أَشْدَاءَ عَلَى الْمِحَنِ وَاجْتَنِبُوا الْكَرَاهِيَةِ وَالظُّلْمِ وَالْعَدْوَانِ 🕸
9 - التواصل
1- أَنشَأْتُ لَكُمُ اللِّسَانَ وَالْعَقْلَ لِتَعَارُفُوا وَتَكُونُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ سندًا 🕸 2- بِالْعَقْلِ تُدَّرَكُ الْأُمُورُ وَيُعْرَفُ مَا يَكْمُنُ بِهَا مِنْ أَسْرَارٍ وَعِبَرٍ 🕸 3- لَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ إِنْ أَخْطَأْتُمْ، وَلْيَكُنْ مِنْ أَخْطَائِكُمْ مَنْهَجٌ إِلَى الْأَمَامِ يُعَزِّزُ إِصْلَاحَ أُمُورِكُمْ وَيُغَعِّلُ لَكُمْ مَا هُوَ أَفْضَلُ فِي طَرِيقِ الْحَيَاةِ، مَا هُوَ أَرْقَى لِكَمَالِ الْمَحَبَّةِ وَالسَّعَادَةِ 🕸 4- احْتَرِمُوا كُلَّ إِنْسَانٍ، وَتَقَبَّلُوا مَنْ خَالَفَكُمْ بِالْإِحْسَانِ، وَتَعَامَلُوا بِرَفْقٍ مَعَ الْحَيَوَانِ 🕸 5- تَوَاصَوْا بِكِبَارِكُمْ وَارْعَوْا صِغَارَكُمْ وَبرُّوا أَهْلِيكُمْ وَأَقَارِبَكُمْ وَشَارِكُوا بَعْضُكُمْ بِالْعَطَاءِ وَالْمَعْرُوفِ 🕸
10- النساء
1- وَضَعْتُ فِي النِّسَاءِ كُلَّ مَعَانِي الْمَحَبَّةِ وَالرَّحْمَةِ فَهُنَّ امْتِدَادٌ لِعَطَائِي وَبِهِنَّ تُبْصَرُونَ الكَثِيرَ مِنْ رُوعَةِ الحَيَاةِ وَالِاتْقَانِ بِمَا صَنَعْتُ 🕸 2- لِلنِّسَاءِ أَفْضَلِيَّةٌ عَلَى الرِّجَالِ بِمَا هَيَّأْتُ في نُفُوسِهِنَّ مِنْ سُبُلِ التَّضْحِيةِ وَالعَطَاءِ، وَبِعَطَائِهِنَّ لَا يَرْجُونَ حَمْدًا وَلَا شُكُورًا 🕸 3- كُلُّ مَا يَحُقُّ لِلمَرْأَةِ يَحُقُّ لِلرَّجُلِ فَلَا تَفْرِقَةٌ وَلَا اصْطِفَاءٌ 🕸 4- أَزْوَاجُكُمْ شُرَكَاؤُكُمْ وَلْيَكُنِ العَدْلُ وَالمَعْرُوفُ هُوَ أَسَاسُ التَّعَامُلِ بَيْنَكُمْ فِي الحَيَاةِ، فَإِنِ اخْتَلَفْتُم بِأَمْرٍ تَعَسُّرَ لَهُ الإِصْلَاحُ، فَتَسْرِيحٌ بَيْنَكُم بِإِحْسَانٍ، وَإِنِ اسْتَمَرَّ الخِلَافُ مِن بَعْدِ قُطِيعَةٍ لَا يُرْجَى مِنْهَا وِصَالٌ، فَطَلَاقٌ بِاتِّفَاقٍ دُونَ إِجْبَارٍ أَوْ كَرَاهِيَّةٍ، وَلَكُمْ أَن تُحَكِمُوا بَيْنَكُم ثَلَاثَةً مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالإِحْسَانِ، وَكُونُوا مُقْسِطِينَ بِالعَدْلِ وَلَا تَظْلِمُوا وَلَا تَعْتَدُوا. فَإِن كَان لَا بُدَّ مِنَ الطَّلَاقِ، فَاكْتُبُوهُ عِندَ مَنْ عُرِفَ بِصِدْقِ كَلَامِهِ وَصِدْقِ أَمَانَتِهِ وَكَرَمِ إِحْسَانِهِ بَيْنَ الْجَمَاعَةِ أَوِ الأُمَّةِ، وَلْيَشْهَدْ عَلَى الطَّلَاقِ اثْنَانِ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالإِحْسَانِ 🕸 5- إِن كَان لَكُم ذُرِّيَّةٌ فَلَهُم الْأَسْبَقِيَّةُ فِيمَا اخْتَلَفْتُم عَلَيْهِ، وَلِلنِّسَاءِ حَقُّ الْوَصَايَا عَلَى أَوْلَادِهِنَّ، وَلَا تُحَرَّضُوا أَبْنَاءَكُمْ عَلَى كَرِهٍ أَوْ قَطِيعَةٍ مَعَ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، فَفِي ذَلِكَ إِسَاءَةٌ وَفِتْنَةٌ وَشَرٌّ 🕸 6- تَذْكُرُوا أَنَّ الْعَفْوَ وَالصَّفْحَ هُوَ دَوَاءٌ لِإِخْمَادِ الشَّرِّ وَتَفْعِيلِ كُلِّ مَا هُوَ خَيْرٌ لِمَنْفَعَةِ الْجَمِيعِ 🕸
11- الاحكام العشر
1- وَهَبْتُكُمُ الْعَقْلَ وَأَثْرَيْتُكُم بِيَنَابِيعِ الْعِلْمِ لِتَكُونُوا أَدْرَى بِأَمُورِ دُنْيَاكُمْ 🕸 2- لِتَحْمِي قُوَانِينُكُمُ الضَّعِيفَ وَتُسَانِدُ الْمَظْلُومَ وَتَرْدَعُ الْمُعْتَدِي وَتُوجِّهُ الْمُخْطِئَ وَتُؤْمِنُ لَكُمْ سَعَادَةً فِي الْحَيَاةِ 🕸 3- لَا يَمْنَعُكُم مِنْ إِعْلَاءِ الْحَقِّ إِكْرَاهٌ أَوْ مَنْفَعَةٌ، فَتَجَنَّبُوا الظُّلْمَ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِنِ اخْتَلَفْتُم فِي أَمْرٍ أَوْ حُكْمٍ فَرُدُّوهُ إِلَى أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِحْسَانِ، وَلْيَكُونُوا فُرَادَى وَأَقَلُّهُمْ ثَلَاثَةً 🕸 4- إِنْ أَخْطَأْتُم بِغَيْرِ قَصْدٍ فَلَا ضَرَرَ فِي ذَلِكَ وَإِنْ أَصَبْتُم فَلَكُمْ فِي الْحَيَاةِ طَمَأْنِينَةً وَفِي الْآخِرَةِ سَعَادَةً أَبَدِيَّةً مَعَ مَنْ أَحَبَبْتُم فِي دُنْيَاكُمْ وَكُنْتُم لَهُم مِنَ الْمُقَرَّبِينَ 🕸 5- أَنفِقُوا مِنْ أَمْوَالِكُم مَا اسْتَطَعْتُم بِإِحْسَانٍ وَالْأَقْرَبُونَ أَوَّلَى بِالْعَطَاءِ 🕸 6- طَهِّرُوا نُفُوسَكُم مِنَ الْكَرَاهِيَةِ وَالْحَقْدِ وَالِانْتِقَامِ وَاعْتَنُوا بِطُهْرَةِ وَصِحَّةِ أَجْسَادِكُم 🕸 7- لَا تَكُونُوا مُتَكَبِّرِينَ مُتَعَالِينَ فَلِكُلِّ إِنْسَانٍ حَقٌّ مُطْلَقٌ فِي الْحَيَاةِ وَلَوْ خَالَفَكُم فِي الْعِقِيدَةِ وَالْإِيمَانِ🕸 8- تَرْفَعُوا عَنِ الْكَذِبِ وَالنِّفَاقِ 🕸 9- تَفَاءَلُوا بِالْخَيْرِ وَلَا تَبَادِروا بِالْإِسَاءَةِ وَالشَّرِّ 🕸 10- إِعْدِلُوا فِي مِيرَاثِكُم بَيْنَ الذَكَرِ وَالْأُنثَى بِقِسْمَةٍ مُتَسَاوِيَةٍ، وَإِن كَانَ لِلْمَيِّتِ زَوْجَةٌ أَوْ زَوْجٌ فَلَهُمُ الْأَسْبَقِيَّةُ فِيمَا تَرَكَ، إِلَّا إِذَا كَانَ لَهُمْ أَبٌ أَوْ أُمٌ أَوْ مُتَبَنٍّ بِإِحْسَانٍ، فَلِلْأَبَوَيْنِ أَوْ أَحَدِهِمَا أَوْ لِمَن تَعَهَّدَ بِالرِّعَايَةِ وَالتَّرْبِيَةِ الثُّلُثُ مِمَّا تَرَكَ سَابِقًا لأَيِّ وَصِيَّةٍ بَعْدَ أَدَاءِ أَمَانَةٍ أَوْ دِينٍ، فَإِن لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ زَوْجَةٌ أَوْ زَوْجٌ أَوْ أَوْلَادٌ فَيُحَالُ مَا تُرَكَ لِلْأَخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ، فَإِن لَمْ يُوجَدْ أَخْوَةٌ أَوْ أَخَوَاتٌ فَبِقِسْمَةِ عَدْلٍ بَيْنَ الْخَالَاتِ وَالْأَخْوَالِ وَالْأَعْمَامِ وَالْعَمَّاتِ، فَإِن لَمْ يَخْلِفْهُ أَوْ يَخْلِفْهَا الْأَخْوَالُ وَالْخَالَاتُ وَالْأَعْمَامُ وَالْعَمَّاتُ فَبِالتَّسَاوِي بَيْنَ أَبْنَاءِ وَبَنَاتِ الْأَخْوَالِ، وَالْخَالَاتِ، وَالْأَعْمَامِ، وَالْعَمَّاتِ. وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَالْأَقْرَبُونَ ثُمَّ أَقْرَبُ الْأَقْرَبِينَ، وَلْيَشْهَدَ بِذَلِكَ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِحْسَانِ، فَإِن لَمْ تَجِدُوا أَقْرَبَاءَ أَوْ نِسْبًا، فَرُدُّوا مَا تُرَكَ بَعْدَ وَصِيَّةٍ أَوْ دِينٍ إِلَى بَيْتِ مُلْكِ الْجَمَاعَةِ أَوْ الْأُمَّةِ، لِيُنفَقَ فِيمَا يَنْفَعُهُمْ فِي الْحَيَاةِ بِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَخِيَارُكُم مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِحْسَانِ 🕸
12-المعرفة
1- جَعَلْتُ لَكُمُ المَعْرِفَةَ نُورًا لِلْعَقْلِ، وَهَيَّأْتُ لَكُمْ فِي الْكَوْنِ الْكَثِيرَ مِنَ الْأَنْظِمَةِ وَالْقَوَانِينِ لِتَكُونَ مَفَاتِيحَ التَّدْبِرِ لِإِثْرَاءِ الْعُقُولِ 🕸 2- بِمَعْرِفَةِ أَنفُسِكُمْ وَمَعْرِفَةِ الْكَوْنِ تَدْرُكُونَ أَنَّنِي الصَّانِعُ وَأَنَا الْقَادِرُ وَأَنَا الْحَكِيمُ 🕸 3- تَدْبِرُوا وَاِسْتَدْلُوا وَشَارِكُوا بِمَا تَعْرِفُونَ، فَالْمُحْسِنُونَ هُم مَنْ كَانُوا كُرَمَاءً فِي أَفْكَارِهِمْ، لَا يَضُنُّونَ عَلَى أَحَدٍ فِيمَا اكْتَسَبُوهُ مِنْ عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ وَالَّتِي هِيَ حَقٌّ لِلْجَمِيعِ دُونَ إِقْصَاءٍ أَوْ اسْتِثْنَاءٍ 🕸 4- تَوَاصَلُوا مَعَ مُخَالِفِيكُمْ بِالْمُعْتَقِدِ وَالْإِيمَانِ وَشَارِكُوهُمُ الْمَعْرِفَةِ لِيَعُمَّ الْعَدْلُ وَالسَّلَامُ 🕸
13- شعائركم
1- أَنَا غَنِي عَنِ الْعِبَادَةِ وَلَا أُلْزِمُ بِهَا أَحَدًا 🕸 2- تَأَمَّلُوا فِي مُلْكُوتِ السَّمَاءِ وَرَوْعَةِ الْأَرْضِ وَانْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِتَخْشَعُوا وَتَزْدَادُوا طُمَأْنِينَةً وَمَسْرَةً 🕸 3- فِي الْعَطَاءِ تَشْعُرُونَ بِجَوْهَرِ التَّعْبُدِ، وَمَنِ ارْتَقَى بِفِكْرِهِ وَكَمَالِ إِنْسَانِيَّتِهِ عَرَفَ جَوْهَرَ السَّعَادَةِ بِقِنَاعَةٍ وَاطْمِئِنَّانِ 🕸 4- تَزَاوَرُوا وَقَدِّمُوا مِنَ الْإِحْسَانِ كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يُقَدَّمَ إِلَيْكُم 🕸 5- الْجَمِيعُ سَوَاسِيَةً أَمَامَ الْعَدْلِ 🕸 6- كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رِعَيَّتِهِ وَلَا تُزَرُوا خَطِيئَةً وِزْرًا أُخْرَى 🕸
14- الموت والفناء
1- لِكُلِّ حَيٍّ أَجَلٌ، وَلِكُلٍّ بِدَايَةٌ فِي الدُّنْيَا نِهَايَةٌ 🕸 2- فِي لَوْحِ الْغَيْبِ قَدْرَتُ آجَالَكُم، فَلِبَعْضِكُمْ هِيَ كَلَّمَحِ الْبَصَرِ وَآخَرُونَ أَمْدَدْتُهُمْ سِنِينًا عَدَدًا 🕸 3- فِي كُلِّ أَجَلٍ حِكْمَةٌ سَتُبْدَى لَكُمْ عَاجِلًا أَمْ آجِلًا 🕸 4- إِن تَفَاخَرْتُمْ فَلْيَكُنِ ادَّعَاؤُكُمُ الصِّدْقَ وَالْإِحْسَانَ، فَأَنتُمْ كَمَالٌ لِهَذَا الْكَوْنِ وَالْكَوْنُ جُزْءٌ مِنْ مَشِيئَتِي فِي الرَّفْعَةِ وَالْكَمَالِ 🕸 5- يَوْمُ الْجَمعِ هُوَ وَعْدٌ حَقٌّ آتٍ لَا مَفْرٌ مِنْهُ، قَدَّرْتُهُ فِي لَوْحِي الْغَيْبِي لِأُتِمَّ عَدْلِي بَيْنَ الْبَشَرِ وَأُعَوِّضَ مَن ظُلِمَ أَضْعَافَ أَضْعَافَ مَا انتُقِصَ مِنْ حَقِّهِ فِي الْحَيَاةِ 🕸 6- الْكُلُّ يَوْمَ الْجَمع سَوَاسِيَةٌ وَالْكُلُّ سَيُكَافَأُ عَلَى مَا قَدَّمَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، لِأَنِّي قَدَّرْتُ لَهُمْ أَفْعَالَهُمْ لِيُنْجِزَ كُلٌّ بِمَا كُلِّفَ. وَلِيَتَفَاضَلُوا فِي الْعَطَاءِ وَفِي تَفْعِيلِ الْخَيْرِ 🕸
15- الإيمان
1- مَنْ آمَنَ بِكِتَابِ الْبَيَانِ دُونَ أَنْ يَرَانِي فَلَهُ نَصِيبٌ مِنَ الثَّوَابِ، سَعَادَةُ الدُّنْيَا وَسَعَادَةُ الْآخِرَةِ 🕸 2- لَا ضَرَرَ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ، فَأَنَا بِإِيمَانِكُمْ خَبِيرٌ وَعَنْهُ غَنِيٌّ لَا أَرْتَجِي مِنْهُ نَفْعًا وَلَا تَسْلِيمًا 🕸 3- سَتَسْمَعُونَ ادَّعَاءَاتٍ كَثِيرَةً بِأَنَّ لِهَذَا الْكَوْنِ خَالِقًا وَمُدَبِّرًا أَوْ خَالِقِينَ وَمُدَبِّرِينَ غَيْرِي. مِنْهُمْ مَنْ يَدَّعِي أَنَّ لِلْكَوْنِ خَالِقًا اسْمُهُ الوهيم او الرب او اللَّهُ وان لهذه الالهة صِفَاتٌ عَدِيدَةٌ، وَأَنّهاُ تَوَاصَلَت مَعَ الْبَشَرِ بِوَاسِطَةِ أَشْخَاصٍ قِيلَ أَنَّهُمْ رُسُلٌ وَأَنْبِيَاءَ. أَظْهَرَهُمْ شَخْصَانِ، أَحَدُهُمْ يَدَّعِي أَنَّهُ ابْنُ اللَّهِ أُتِيَ إِلَى الْبَشَرِيَّةِ لِتَخْلِيصِهَا مِنْ خَطَايَاهَا، وَالْآخَرُ يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِيٌّ مِنَ اللَّهِ الَّذِي خُصَّصَ لَهُ مَزَايَا عَدِيدَةً مِنْهَا؛ كِتَابٌ سَمَاوِيٌّ مُعَجَّزٌ، وَاقِتِنَاءٌ مَا طَابَ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ، بِمَا فِيهِنَّ الْقَاصِرَاتِ، وَلَهُ صُدَارَةُ الشَّفَاعَةِ فِي يَوْمٍ قِيلَ أَنَّهُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَالْحَشْرِ، وَسَيُكَافَأُ بِنَهْرٍ ذُو مَاءٍ زَلَّالٍ يُسَمَّى الْكَوْثَرِ مُهَيَّأٌ لَهُ فِي جَنَّةٍ زُعِمَ أَنَّ عُرْضَهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ. سَيُمْنَحُ اللَّهُ هَذَا النَّبِيَّ خُمُسَ غَنَائِمِ أَتْبَاعِهِ مِنَ الْحَرُوبِ وَالْغَزَوَاتِ وَسَيَلْقَبُهُ خَاتَمُ مُرْسَلِي السَّمَاءِ، وَلَهُ رُفْعَةٌ يُنَادَىَ بِهَا فِي مُلْكُوتِ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ وَأَنَّ اللَّهَ سَيُلْزِمُ كُلَّ اتَّبَاعِهِ بِتَزْكِيَتِهِ الدَّائِمَةِ ِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ 🕸 4- حَاكِمُوا ادَّعَاءَاتِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلْكَوْنِ صَانِعًا غَيْرِي، بِالْعَقْلِ وَالْمَعْرِفَةِ لِتَجِدُوا مَا يَدَّعُونَهُ ضَلَالًا وَبُطْلَانًا. أَقْوَالُهُمْ رَكِيكَةٌ غَيْرَ حَكِيمَةٍ وَفِيهَا الْكَثِيرُ مِنْ سُوءِ تَعْبِيرٍ وَدُنَاءَةٍ فِي الْخُلُقِ. يَتَوَعَّدُونَ كُلَّ مَنْ خَالَفَهُمْ أَوْ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ مَا ادَّعَوْا. فِي شَرَائِعِهِمْ تَدْخُلٌ سَافِرٌ فِي شُؤُونِ الْبَشَرِ، وَبِهَا عَبَثِيَّةٌ وَأَخْطَاءٌ اخْتَلَطَ حَابِلُهَا بِنَابِلُهَا. رَسَائِلُهُمْ مَنْصَةٌ إِعْلَانٍ لِذَوَاتِهِمْ وَلِمَنْ نَصَّبُوا، الَّذِينَ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ أَفْضَلُ الْبَشَرِ لِيَكُونُوا لَهُمْ أَلْسِنَةً فِي الْأَرْضِ 🕸
16 – الإنسان
1- وَضَعْتُ فِي نُفُوسِكُمْ ثَلَاثًا مِنَ الْمُغْرِيَاتِ لِمَحَبَّةِ الدُّنْيَا وَالتَّكَالُّبِ عَلَيْهَا؛ الْمُلْكَ وَالتَّمْلِكَ، الْمُعَاشَرَةَ وَالْبَنِينَ، التَّسَلُّطَ وَالِاسْتِعَلَاءَ، وَفَعَّلْتُ فِيكُمُ الْكَرَاهِيَةَ وَالْعَدَاوَةَ وَالِانْتِقَامَ 🕸 2- "قَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمُ الْخَيْرَ وَالْإِحْسَانَ 🕸 3- عُقُولُكُمْ وَمَا كَسَبْتُم مِنَ الْمَعْرِفَةِ وَقَاءٌ لَكُم مِنَ الظُّلْمِ وَالْعَدُوَّانِ 🕸 4- لَكُم بِالْمَوْتِ عِظَّةٌ فَلِكُلِّ بِدَايَةٍ فِي حَيَاتِكُم نِهَايَةٌ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَعْمَارَكُمْ تُحْسَبُ بِالْأَفْعَالِ وَلَا تُقَدَّرُ بِالسِّنِينِ 🕸
17- الاحسان والجزاء
1- لَكُمْ فِي عُقُولِكُمْ وَمَا أُوتِيتُم مِنَ الْمَعْرِفَةِ قِصَاصٌ فِي الْحَيَاةِ 🕸 2- تَصْدَّوْا لِمَنْ ظَلَمَ وَاعْتَدَى بِكُلِّ مَا هُيَأْتُ لَكُمْ مِنْ مَعْرِفَةٍ مُبَادِرِينَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، وَكُونُوا وِقَاءً لِلضَّعِيفِ وَالْمَظْلُومِ بِكُلِّ مَا حَصُلْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ تَرَاكُمٍ مَعْرِفِيٍّ وَمَا تَوَصَّلْتُمْ إِلَيْهِ مِنْ شَرَائِعِ وَأَحْكَامٍ 🕸 3- لِيَكُنْ أَسَاسُ حُكْمِكُمْ الْعَدْلَ وَالْإِحْسَانَ، فَإِنَّ مَا يَسِيءُ لِأَحَدِكُمْ لَابُدَّ أَنْ يَسِيءَ لِلْآخَرِينَ 🕸 4- لِكُلِّ أَمْرٍ اسْتِثْنَاءٌ، فَتَعَامَلُوا مَعَ الْمُخَالِفِينَ بِعَقْلَانِيَّةٍ وَحِكْمَةٍ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْحَدِّ مِنَ الضَّرَرِ وَتَطْهِيرِ النُّفُوسِ مِنَ الظُّلْمِ وَالْعَدْوَانِ 🕸 5- إِنْ أَحْسَنتُمْ فَلَكُمْ فِي الدُّنْيَا السَّعَادَةُ، وَيَوْمَ الْجَمْعِ سَتَنْعَمُونَ بِسَعَادَةٍ مَا خَطِرَتْ عَلَى بَالِ بَشَرٍ، وَأَنَا عَلَى عَطَائِهَا لَقَادِرٌ، كَمَا أَبْدَعْتُ فِي نَشَأَةِ هَذَا الْكَوْنِ الْعَظِيمِ 🕸
أساسيات الاختلاف بين المنهج الراوندي ومناهج الديانات الاخرى
المنهج الراوندي يختلف عن المناهج الدينية التقليدية في عدة نقاط جوهرية، وهي كالتالي:
علاقة البشر بالله
في المنهج الراوندي، يُنظر إلى البشر كامتداد لعظمة ومشيئة الإله، وليس كعبيد.
عدم وجود ملائكة أو شياطين
الإله في العقيدة الراوندية لا يحتاج إلى ملائكة ولم يخلق جنًا أو شياطينًا.
العدالة الإلهية
إله الكون في المنهج الراوندي لا يحتاج إلى عرش يستوي عليه ولا يستخدم تهديدات بالجحيم لتبديل جلود البشر. عدله توجيهي وليس تعنيفي، وهو ما يختلف عن العقائد التي تصف الله بالقاضي الذي يعاقب المذنبين بجحيم أبدي.
عدم الحاجة إلى الرسل والأنبياء
في العقيدة الراوندية، الإله قادر على إرسال رسالته مباشرة إلى البشر دون الحاجة إلى وسطاء مثل الرسل أو الأنبياء.
مكانة المرأة
تُعطى النساء أفضليات إنسانية على الرجال في المنهج الراوندي، ولكنهم سواسية في المسؤولية والحقوق. على عكس العديد من الديانات التي قد تعطي الرجال مكانة أعلى في بعض المجالات.
المساواة في الميراث
لا يوجد تمييز بين الذكر والأنثى في الميراث.
المعاشرة الجسدية
العلاقات الجسدية في المنهج الراوندي تتم بالتراضي والقبول، ويجب أن تتحقق بعض الشروط مثل بلوغ سن المعاشرة 16 عامًا، وعدم وجود ضرر أو إساءة، وتحمل المسؤولية الكاملة عن نتائج العلاقة.
الأخلاق الراوندية
الأخلاق في المنهج الراوندي قائمة على "الأحكام العشر" كما وردت في "البيان"، وهي القاعدة الأخلاقية الوحيدة.
عدم وجود عبادات إلزامية
في المنهج الراوندي، لا توجد عبادات أو شعائر إلزامية، لأن فرض مثل هذه الأمور يُعتبر إهانة للإله.
المنهج الراوندي ومفهوم الدعاء
في المنهج الراوندي، يُنظر إلى الدعاء التقليدي الذي يتضمن استجداءً أو طلب مساعدة مباشرة من الإله على أنه استجداء عبثي وتطفل على إرادة إله الكون. يتبع الروانديون فلسفة مفادها أن الإنسان مخير تمامًا في أفعاله، ولديه القدرة الكاملة على اتخاذ قراراته وتفعيل إرادته كيفما شاء.
الدعاء عند الروانديين
عوضًا عن الدعاء التقليدي، يُعرف الروانديون الدعاء بأنه الاستخدام الإيجابي للعقل والمعرفة في جميع مجالات الحياة. يتجلى هذا المفهوم في السعي نحو تطوير الذات، اتخاذ قرارات مستنيرة، والعمل بشكل مستمر على تحسين الحياة الفردية والجماعية. يعتبر التفكير العميق، والبحث عن الحقيقة، والتصرف بحكمة وإنسانية هو الشكل الحقيقي للدعاء في المنهج الراوندي.
إذًا، الدعاء في هذا السياق ليس فعلًا لفظيًا أو روحانيًا موجهًا نحو قوة أعلى، بل هو فعل عملي وذهني يعتمد على الإدراك والتفكير الواعي. يعكس هذا المفهوم التزام الروانديين بالفكر الحر، والتفكير النقدي، والاستقلالية الشخصية، ويعزز من إيمانهم بقدرة الإنسان على توجيه مصيره بنفسه دون الحاجة إلى تدخل إلهي مباشر.
🕸🕸🕸🕸🕸🕸🕸🕸🕸🕸🕸🕸🕸🕸